إن قصر البرلمان الروماني ليس من المباني العادية بل يعتبر ثاني أكبر المباني في العالم بعد مبني البنتاغون بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو مبني له تاريخه، حيث انطلق مشروع بنائه في الأصل في سبعينات القرن الماضي ليكون قصراً للدكتاتور الروماني السابق نيكولاس شاوسيسكو، وقد أطلق عليه آنذاك اسم بيت الشعب (Poporului).
ويشاع أنه على إثر زيارة قام بها الدكتاتور شاوسيسكو إلى كوريا الشمالية وانبهارة بالمبنى الذي شيد تكريماً للرئيس الكوري كيم إل سونغ، أمر بالإنطلاق في تشييد مبنى مماثلا له في بوخارست. وبالفعل بدأت أشغال البناء وتم تثبيت مليوني متراً مربعاً من الرخام، غير أنه إلى اليوم لا يزال المبنى غير مكتملا، حيث تظل 20% منه بانتظار الانجاز، ويعود توقف البناء في العديد من المرات إلى نقص التمويل وينتظر أن تنتهي الأعمال في غضون العشر سنوات القادمة، وقد يكون هذا المشروع أكبر المشاريع التي استعملت فيها مادة الرخام في العالم وتبلغ نسبة الرخام المستعمل في هذا المبنى من صنف رخام روسشيتا (Ruschita) المستخرج في رومانيا 99%.
وتظل إلى حد اليوم زيارة الجمهور إلى هذا القصر محدودة للغاية، ويشاع أيضاً وجود العديد من الأنفاق في الطوابق تحت الأرضية والمخابئ المضادة للنووي.
لمحة موجزة عن رخام روسشيتا (Ruschita):
انطلق استغلال هذا الرخام سنة 1883 في عهد الإمبراطورية النمساوية المجرية، وفي سنة 1946 قام النظام الشيوعي الذي حكم البلد بتأميم المحجر، وفي سنة 1970 انطلق مشروع بناء القصر.
ويسوق هذا الرخام بالأساس إلى الشرق الأوسط واليابان بعد أن كانت السوق السعودية قبل سنوات قليلة أهم أسواقه.